الاقصى
بالعربي: يناير 2008

بالعربي

كل انسان له وطن يعيش بداخله, الا انا... فهناك وطن يعيش بداخلي. وطني العزيز..الوطن العربي و فلسطين

الأربعاء، يناير 16، 2008

قاللك وحدة وطنية



حاجة بتحصل قدام عينية كل يوم و استفزتني كتير... هي بالطبع الوحدة الوطنية. فلطالما تغني المصريون بالوحدة الوطنية و ان مافيش فرق بين المسلمين و المسيحيين, و ان الاتنين اخوات, و ولاد مصر, و و و الي ما هنالك من كلمات رقيقة بيحاولوا يغطوا بيها المشكلة السائدة في المجتمع المصري.



المشكلة الكبيرة انه الشعب نفسه حاسس بالنزعة الدينية و بالعكس, ده بيستخدم النزعة الدينية دي في حياته اليومية

يعني من الامثلة الكتيرة اللي بقابلها مع صحابي و معارفي لما يجي مسلم يعدي قدامنا من غير ما يسلم علينا و احنا قاعدين يطلع واحد بطرافة و طلقائية يقوله "ايه يا عم هو انت داخل علي كنيسة؟؟!!" (علي اساس انه ما سلمش) و من الامثلة الاخري عند مرور مسيحي جمبنا يقوم واحد مسلم قايل -بطرافة برده- اصلو الواد ده اربعة ريشة (نسبة للصليب بعني), و امثلة كتيرة من هذا القبيل.

---------------------------------------------------------



النزعة الدينية موجودة فعلا و ماحدش يقدر ينكرها, و الامثلة عليها كتيرة و يا حبذا في حال الاعلان عن اسلام مسيحية حتي لو كان ده برضاها و نابع من حريتها الشخصية تقوم الدنيا و ماتقعدش و تطلع الكنيسة في مصر تندد بالحادثة, و يثور المسيحيون غيرة علي دينهم و بحماس, و يشتموا في المسلمين و انهم اجبروها و هددوها و هي مش عاوزة تسلم, و يدعوا للأخذ بالثأر مع انها بنفسها بتقول لأ انا اسلمت من غير ضغوط من حد و انا عاوزة كدة, بس ازاي؟ مستحيل حد يخرج عن الدين المسيحي ابدا, ما يصحش, ده عمره ما يحصل, و تطلع المظاهرات من هنا و هناك تندد بالواقعة و بالمسلمين و ياااااه علي العصبية الدينية.



طب مادام الحال كدة و احنا عارفين انه في نزعة دينية و تعصب ديني, و حساسية شديدة بين المسلمين و المسيحيين في مصر, ليه بقي نفضل نتغني بالوحدة الوطنية و العلاقة العظيمة بين المسلمين و المسيحيين, و انه المصريين مصريين بغض النظر عن ديانتهم, و "الدين لله و الوطن للجميع" الي ما هنالك من عبارات تشعرني بالرغبة في التقئ من سذاجتها و بعدها التام عن المنطق.



طب احنا ليه بنعمل كدة, و ليه مانعترفش بالنزعة الدينية و نقولها صراحة, طب ليه ما نحاولش نبقي صراح مع نفسنا و نحاول نصحح الوضع الشاذ ده و نحاول نرجع العلاقة السمحة بين المسلمين و المسيحيين؟؟؟!!!. يعني لازم نفضل طول الوقت نظهر الوحدة و التلاحم بين قطبي الامة و يطلعلي شيخ الازهر و البابا شنودة يسلموا علي بعض و يحضنوا بعض!!!, طب ما احنا يا سادة عارفين كل حاجة, ولا ده بس عشان نقول للعالم "لا مصر دولة عظيمة و مافيش مشاكل بين المسلمين و المسيحيين". يعني هو العالم يعرف و ياخد الفكرة دي عن مصر احسن من ما نحس بيها احنا -المصريين- و نأكدها في خلال معاملتنا و حياتنا اليومية؟؟.



شئ غريب فعلا, حاجة تشيب الواحد, عيب خطير في عالمنا العربي. بنحاول نخفي و نغطي علي عيوبنا من غير ما نحاول نصحح الخطأ و العيب اللي فينا, و مش بعيد يجي حد يقوللي ايه اللي انت بتقولو ده؟ و ازاي تتكلم كدة؟ من غير ما نفكر ازاي نحسن من وضعنا و نغير من نفسنا.



العلاقة بين المسلمين و المسيحين مش في مصر بس, بل في العالم العربي كله علاقة تقوم اساسا علي الترابط و التفاني من اجل الاخر, فالمسحيون منذ القدم كانوا اخوة للمسلمين في الحركة القومية, و من دعاة القومية العربية, و من مساعدي العرب في احياء الفكر القومي في نفوس العرب جميعا ضد الدولة العثمانية في السابق, و العالم كله حاليا.



حساسية موجودة؟ اه موجودة, نزعة دينية؟ اه في... و الدلائل علي كدة كتير جدا, بس السؤال هوة... لي؟؟؟!!! لي الحساسية زيادة بين المسلمين و المسيحيين في مصر؟ هل هو غيرة و تعصب للدين -كل واحد لدينه- ولا عشان مؤامرات خارجية لضرب الوحدة الوطنية و اصابة مصر في مقتل؟؟؟!!! و لا يمكن المسيحيين بيحسوا المسلمين مملين و المسلمين بيحسسوا المسيحيين معفنين؟؟؟!!! كل الاحتمالات مطروحة بس مش مهم نركز علي الاسباب, بس نحاول نركز علي الوسائل اللي من خلالها نحسن الوضع بينهم.



المسيحيون و من خلال معاملتي بيهم فعلا اخوة, و ده طبعا مش تمثيل او كلمتين حلوين عشان خايف لأتهم بزرع الفتنة و التأمر لضرب الوحدة الوطنية -اللي مش موجودة اصلا. بس فعلا المسيحيين اناس طيبون و اخوة بصحيح, و كمان في مسيحيين احسن من مسلمين كتييييير كتب عليهم يكونوا مسلمين من غير ما يفقهوا شئ عن الاسلام و تعاليم الاسلام, في مسيحيين اصدقاء لية و انا فخور جدا بهذه الصداقة, و يكفي ان شخص واحد مسيحي تقربت له و لمست فيه الانسان -المحترم- الذي يلتزم بمراعاة مشاعر اخوته المسلمين و لا يتعدي علي احد منهم بالقول او الفعل لدرجة انه يأبي ان يشرب سيجارة في شهر رمضان -في عز ما هو خرمان- عشان مايئزيش مشاعر اخواته المسلمين الذين يظمأون في هذا الشهر.



اخيرا و ابدا ليس اخرا, ان علاقة المسلمين و المسحيين يجب ان تكون بالفعل "وحدة وطنية" مش مجرد كلام, لأن عمره ما كان في فايدة تعود علي شعب او امة في ظل حساسيات و نزعات بين قطبي شعبها, فما بالكم بشعبنا الغلبان اللي في عرض نهضة او تحسن في اي مجال من مجالات الحياة اللي بيعيشها, و اللي بيجمع المسلمين و المسيحيين اكبر بكتير من مجرد شعارات و مظاهر كذابة تطلعلنا كل يوم في الجرايد و التلفزيونات تطلعلي مسلم بيحضن مسيحي و تبقي هي دي الوحدة الوطنية.



امة بأنقسام داخلي... يعني هزيمة حتمية و انكسار دائمي.




الأربعاء، يناير 02، 2008

شكر واجب


الان... نستطيع ان نقولها بصوت عالي, لسنا ملعبا لأحد

ذلك الشعار الذي رفعه نموذج جامعة الدول العربية الثامن عشر المقام في الجامعة الامريكية. فأخيرا و بعد كتابتي في مناسبة العام الجديد مقالة (هابي نيو يير) و التي انتقدت فيها منع الحجاج الفلسطينيين من عبور الاراضي المصرية متجهين الي الاراضي الفلسطينية (غزة) عبر معبر رفح البري, نتيجة لضغوطات صهيو-اميركية علي الادارة المصرية,لمنع اولئك الحجاج من العودة عن طريق معبر رفح و التزامهم بالعودة من معبر العوجة علي الحدود المصرية الاسرائيلية حتي يتسني للعدو الصهيوني حبس كل من ينتمي لحركة حماس, او اي مناضل هداه الله للحج


اذا و الان... بدأت اول القوافل (الباصات) عبور الاراضي المصرية متجهة الي قطاع غزة, متجهة الي القطاع عن طريق معبر رفح, حدث ذلك بالفعل, حدث ذلك بعد قرار من الرئيس المصري محمد حسني مبارك... قالها و فعلها, و قالت الادارة المصرية كلمتها "لسنا ملعبا لأحد"


لقد فعلتها مصر... مصر التي تعودنا عليها -جميعنا- جميع العرب, كما نعرفها دائما سيدة قرارها


ابت مصر ان تنحني امام الضغوطات الصهيونية, ابت مصر ان تخضع لأولئك الاوغاد -اعداؤنا- سمحت مصر العروبة -و التي افخر بتسميتها بذلك- لاهلها الفلسطينيين بالعبور من حدودها -ذات السيادة- لتقر بذلك ان يذهبوا لفلسطين -ذات السيادة-, فبذلك اقرت مصر بسيادة قطاع غزة الفلسطيني و اقرت بدورها السيادي في المنطقة


الان... جميع الفلسطينيين و خصوصا الحجاج و المسافرين الذين عانوا الامرين في الفترة الفائتة من عذاب الحبس داخل المعبر, جميعهم يقدمون الشكر لمصر, الشكر للدولة العربية التي كانت دائما العون و السند ليس فقط للفلسطينيين بل للامة العربية جمعاء, ليس فقط الامة العربية بل الامة الاسلامية, بل الامم المستضعفة جميعها


نجحت مصر ان تقول للعالم ان لهذا الشعب -الفلسطيني- امة تسير بجواره و دولة كبري كالدولة المصرية تسانده و تحميه


ان عبور الحجاج ليس فقط قضية و انتهت, بل انها نجاح حققته مصر لحركة المقاومة الاسلامية حماس, التي حققت بتلك الخطوة و بعد اتصالات مع الجانب المصري نجاحا و شرعية و سيادة فلسطينية علي اراضيها لم تحققه اي حكومة فلسطينية سابقة, و قالت بذلك للحركة الفتحاوية ان حماس قادرة علي الصمود بل و النجاح في تحقيق شئ


-----------------------------------------------------------------


و بالتأكيد الصة لم تنتهي بعد... فبعد تلك الخطوة الجريئة من الادارة المصرية و رئيسها مبارك, و التحذير الصهيوني من اقدام مصر علي تلك الخطوة قالها وزير الخارجية المصري السيد احمد ابو الغيط محذرا حكومة ما يسمي باسرائيل من مخالب مصر الدبلوماسية


و ردا علي ذلك قال المأسوف علي عجزة ايهود اولمرت ان السيد ابو الغيط -الوزير المصري- متطرف

سحقا لك يا ابله و عجبي!!! قاللك متطرف ما هو اللي ينطق بكلمة الحق دلوقتي بقي متطرف, بس لأ مصر كدة, طول عمرها كدة, هي دي مصر اللي انا عارفها و بحلم بيها


طبعا الشعب الفلسطيني و الحكومة الفلسطينية المقالة -حماس- نددت بفعلة اولمرت و ساندت الوزير المصري و قالتها "اياكم و مصر" قالتها الحكومة رسميا علي قناة الاقصي الفضائية التابعة لحركة حماس. هو ده يا عرب, هي دي المواقف, هي دي الكرامة, و همة دول الاخوة


-----------------------------------------------------------------


الان... الحجاج الفلسطينيين و بعد ان وصلوا ارض الوطن يدعون للشعب المصري, يدعون و كما تعودوا ابدا ان يفعلوا, يدعون لأخوتهم المصريين, و رئيس مصر, و يقدمون خالص الاماني و الامتنان للقيادة المصرية و رئيسها


هي دي المقواقف, و هو ده الهدف, عمره مصر ما كانت و لا عمرها هتكون الا راعية للمصالح العربية, ستظل مصر ابد الدهر السند و الملجأ و الملاذ لكل مستضعف علي وجه الارض, تلك هي مصر التي اعرفها, و التي اعيش في احضانها انعم بخيراتها و استمتع بمعاملة شعبها, تلك هي مصر التي كانت منذ القدم الدولة العربية القائدة... القائدة لكل عربي و كل مسلم, و ابدا التاريخ لن ينسي لكم هذا الموقف النبيل الذي سيتكرر بأذن الله و لن يقتصر علي مجرد حادثة


تحية لك يا مصر من هنا... من معتصم بالله, من الشعب الفلسطيني, من الامة العربية, و من كل شريف علي وجه الارض


كل هذا الشكر لكم, و شكر خاص لرئيسنا المصري... حسني مبارك علي هذا الموقف و نتمني ان يتكرر بألا نخضع ابدا لأي قوة كانت, بل نكون سندا لبعضنا البعض, الفلسطيني سند المصري, و المصري سند التونسي و العراقي و الجزائري. و كلنا امة واحدة حتي نرفع رأسنا و نقولها عاليا... تحيا الامة العربية