الاقصى
بالعربي: انا مش معاهم... انا معاكي انتي

بالعربي

كل انسان له وطن يعيش بداخله, الا انا... فهناك وطن يعيش بداخلي. وطني العزيز..الوطن العربي و فلسطين

الجمعة، ديسمبر 21، 2007

انا مش معاهم... انا معاكي انتي


للتو انهيت مشاهدتي -و للمرة الثانية- لفيلم انا مش معاهم للنجم الشاب احمد عيد
و كم استمتعت بكل لحظة اشاهد فيها ذلك الفيلم الرائع
قصة بسيطة و لكنها كبيرة جدا... هي قصة ضياع الشباب و تلألئهم بين الصواب و الخطأ, بين الحقيقة و السراب, بين التعصب و الحرية المفرطة
كل تلك التناقضات ناقشها الفيلم بشكل من الموضوعية اللامتناهية و المنطقية التي نريدها, و عدم المس بصورة الاسلام التي نتمناها
فروعة الفيلم تكمن في انه اثار القضية بالشكل الصحيح... بدون مبالغات و لا مزايدات
اثار قضية شبابنا الضائع وسط مغريات الحياة متمثلة في الحشيش و القمار و الخمر و كل ما يغيب شبابنا و يلهيهم عن خدمة دينهم و مجتمعهم و امتهم
بين ذلك الجانب المظلم من حياة شبابنا و الجانب الاخر الذي يكاد يظهر لنا انه مضئ و لكننا نكتشف في النهاية ان نوره ليس بالنور الساطع الي تلك الدرجة التي نتمناها
فبطل الفيلم احمد عيد الذي يجسد دور شاب يدعي (عمرو المنياوي) حياته كحياة الكثيرين من ابناء امتنا العربية, شباب فقد الرعاية العائلية و الرقابة التي بغيابها يضيع شبابنا بين جانيبن كلاهما مظلم
يعيش عمرو المنياوي حياة مترفة, كلها اموال و سيارات و اصدقاء سوء لا يقدمون نصيحة و لا دياولوا ضائعين بين كل ما يفسد العقل و يغيب الشباب عن مصلحتهم و مصلحة بلدهم و اهليهم
بما انهم فقدوا الرعاية من والديهم فبالتأكيد وصلوا درجة لا بأس بها من الانحلال و الضياع و التفكك و فقدان الثقة في النفس
و لكن كل ذلك لم يمنع الحب من ان يلعب دوره في بناء المجتمع و اصلاح ما افسدته الظروف و الاصدقاء
فلحظة واحدة غيرت مجري حياة الشاب عمرو المنياوي مائة و ثمانين درجة
فلقد دق قلبه تجاه فتاه تدعي فرح و التي تجسد دورها الفنانة الموهوبة بشري التي اكن لها كل تقدير و احترام علي ذلك الدور الرائع و البناء
فرح هي فتاه... هداها الله الي ذلك الطريق الذي تتمناه اي فتاه الا و هو طريق الهداية الي الله و التقرب منه
فهي فتاة متدينة بكل ما تعني الكلمة من معني, و الجميل في هذا الفيلم انه اظهر الشخصية المسلمة بالاسلوب الذي تستحقه, فلم ينجري وراء تلك الدعاية الصهيواميركية-عالمية التي خدع بها اغلب فنانينا العرب و المسلمين, و ادت الي خروج اعمال فنية عربية تحاول ان تنفي عن المسلمين تهمة الارهاب بأن تنتقد كل من يلتحي و يدعو الي طريق الله و تظهر كل من يرتدي العبائة البيضاء و السروال القصير بالمتطرف دينيا الذي يجب ان ينبذه المجتمع
يحاولون ان ينفوا تهمة الارهاب عن الاسلام بأن يظهروا ان الاسلام دين سماحة و يسر... و قس علي ذلك ان " الايمان مش بالشكل يا جماعة" و " الدين لله و الوطن للجميع" و " هو انا لازم اربي دقني و اصلي في الجامع عشان ابقي متدين, التدين تدين القلب و الروح" الخ من تلك العبارات الساذجة التي تريد ان تبعد كل مسلم عن تعاليم الاسلام و اظهار ان الدين دين سماحة و يسر, ليس ذلك فقط بل ان كل من يلتحي فهو ارهابي و كل من يرتدي سروال قصير فهو ارهابي يجب ان يرتد عن فعلته و يحلق ذقنه, و من يرتد علي المساجد و الندوات الدينية فهو متطرف
و لكن... يأتي فيلم انا مش معاهم ليزيل كل تلك المهاترات و الزيف و الخداع الدولي الذي ادي الي ذلك عن طريق اظهار التدين الصحيح و الالتزام الرائع و يزيل الشكوك حول التدين و التطرف من خلال قصة حب بين ذلك الشاب المستهتر عمرو المنياوي و تلك الفتاة المتدينة التي شدته و غيرت حياته الي الافضل وادت الي تركه كل ما يغيبه و يبعده عن دين الله الصحيح
نعم انه الحب, الحب الذي يمكن له ان يغير حياة انسان كاملة من الضياع الي الهداية و من الفشل الي النجاح
ان الحب الذي غير عمرو المنياوي لهذه الدرجة تنيجة لمحاولة ارضاء محبوبته المتدينة علي قدر المستطاع, و دخوله في مشاكل مع امن الدولة و قوات الامن ليكب رضاها, و ان يترك كل ما يغضب الله و يغضبها برضاء تام و قبول فهذا هو الحب الرائع الذي احترمه انا و يحترمه الجميع
و نتيجة لخلافات و سوء فهم بينهما و انفصالهما...ادي ذلك لمراجعة كل منهم لنفسه
هل انا بارتدائي للحجاب و عدم رغبتي في الخروج مع خطيبي وحدنا, هل هذا تعصب؟ هل لأنني ملتزمة بما امرني الله و عدم رضائي بما يغضبه اكون (خنيقة) كما يقول شقيقي؟ تلك كانت تساؤلات فرح
و علي الجانب الاخر تسائل عمرو
هل لأنني احببتها و قررت ان التزم و ان التحي و اصلي و ابتعد عن الخمر و القمار استحق ان الاحق من امن الدولة؟ هل لأني تحولت من انسان فاسد و طالح الي انسان صالح و مؤمن استحق ان اسجن؟ هل لأني قررت الاعتكاف من اجل ارضاء محبوبتي و ربي يكون جزائي ان اوصم بأني منتسب لجماعة دينية محظورة؟
كل تلك التساؤلات يثيرها الفيلم بشكل من الموضوعية غير مسبوق في اعمالنا الفنية العربية
ليس ذلك فقط... بل ان يظهر الفيلم الشخص الملتزم الذي يجسده الفنان الرائع (باسم السمرة) بهذا الشكل فهذا تقدير لأسرة الفيلم و وسام علي صدر كل العاملين علي فيلم انا مش معاهم
فالشخص الملتزم و بأرتداءه السروال القصير و التحاؤه و اسلوبه اللين مع الناس و محاولته هداية الناس بأسلوب لائق في ظل التزامه بأوامر الله جميعها, يظهر مدي روعة هذا الفيلم
و بالمجئ الي المشهد القوي في الفيلم عند محاولة الشاب الملتزم (باسم السمرة) بالاصلاح بين فرح و عمرو المنياوي بعد اكتشاف فرح لحقيقة عمرو, قال الشاب لفرح ردا علي كلامها
يا اخت فرح: نحن لسنا بتنظيم او جماعة... نحن مجرد شباب ملتزم يسير في طريق الله بغية ارضائه و الفوز بجنته
هكذا قالها الشاب, الذي اظهره الفيلم كما ينبغي له ان يظهر في كل وسائل اعلامنا
و في نهاية الفيلم بعد ان راجع كل من البطلين نفسه, توصل كلاهما الي حقيقة واحدة... ان ديننا الحنيف دين يسر, لكن هذا لا يعني ان لا نلتزم بكلام الله من التحاء او ارتداد علي مساجده او غض البصر بل ان نفعل كل ذلك دون تردد و بكل حرية من دون ان يرتبط تديننا بوجوب اظهاره من خلال لحية -و ان كان راجع لحرية الشخص في اطلاق اللحية ام لا- و ان لا يغمض تديننا اعيننا عن اؤلئك الذين يريدون ان يستغلوا المتدينين لخدمة اغراض دنيوية خالصة
كان ذلك هو الفيلم, فيلم رائع يظهر العديد من المعاني الجميلة
معاني الحب الخالص, و ما يتوجبه هذا الحب من عناء و تعب من اجل ارضاء من يحب محبوبه
و كيف ان التدين و الارتداد علي المساجد و الشباب الملتزم لابد من تشجيعهم و حمايتهم لا التعدي عليهم و حبسهم حتي نقضي علي الارهابيين و المتطرفين
ان الدين و التدين شئ سامي, ليس لمحاولة ارضاء الغرب بأن ندعو للابتعاد عنه حتي لا يقول اؤلئلك الاعداء الاوغاد اننا ارهابيون
ديننا لنا, لابد ان نحميه, و ممارسة الدين في شوارعنا و دولتنا شئ مباح و سيظل مباح و لن نتخلي عنه مهما تعرضنا لمضايقات او ضغوطات
ان الارتداد علي المساجد ليس بجريمة بل تدين يتوجب علينا جميعا ان ندعمه و نحميه
نحن جميعا
حكومة و شعبا

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية