الاقصى
بالعربي: واا اسفاااه

بالعربي

كل انسان له وطن يعيش بداخله, الا انا... فهناك وطن يعيش بداخلي. وطني العزيز..الوطن العربي و فلسطين

الأربعاء، ديسمبر 05، 2007

واا اسفاااه


الخامس عشر من نوفمبر عام الفين و سبعة كان موعد احياء ذكري وفاة القائد الرمز ياسر عرفات الثالثة في مستشفي فلسطين بالقاهرة, كانت احتفالية من تنظيم مكتب حركة فتح بالقاهرة و بالتعاون مع سفارة فلسطين
انها لذكري تستحق ان تحيي و خصوصا لقائد حمل القضية الفلسطينية علي اعناقه منذ نعومة اظافره و حتي مفارقته للحياة بفعل الغطرسة الاسرائيلية و فرض الاقامة الجبرية عليه في مقاطعته برام الله حتي تدهورت صحته مؤدية لوفاته
كانت تلك الاحتفالية بحضور السفير الفلسطيني بالقاهرة و بالسيد نبيل شعث عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح, و العاملين بالسفارة و مكتب حركة فتح و التجمعات الشعبية ممثلة في اتحاد عمال فلسطين
لقد اتت تلك اللحظة التي انتظرتها لمعايشة بعض اللحظات في جو فلسطيني ينقلني من الوحدة التي اشعر بها هنا, و يشعرني و لو للحظة اني في فلسطين التي احلم بزيارتها و العيش في احضانها عن قريب بأذن الله تعالي
لقد نزلت من السيار في مدخل مستشفي فلسطين و انا في قمة سعادتي, فقد استقبلني العاملون بالسفارة و رحبوا بي, و بدأت بالسير داخل المستشفي التي جهزت لمثل هذا الحدث و زينت بكل ما هو فلسطيني و بصور الزعيم الراحل ابو عمار... و دخلت مسرح المستشفي الذي اقيم به الحفل و يا لهول المنظر, فقد امتلأت القاعة بالفلسطينيين و بالكوفيات البيضاء و السوداء التي لازمت قائدنا الرمز علي مدار حياته حتي اصبحت ليس فقط رمزا لأبو عمار, بل رمزا للقضية الفلسطينية
جلست و بدأ برنامج الحفل الذي افتتح يتلاوة قرأنية بصوت شاب من شبيبة فتح, و من ثم بدأت الكلمات القصيرة لكل من مدير حركة فتح هنا في القاهرة السيد بركات الفرا, و السيد نبيل شعث و باقي المسئولين ختاما بكلمة السيد السفير منذر الدجاني
و لكن في ظل هذا الاحتفال المهول و تلك الاغنيات الفلسطينية التي كانت تخرق اذاني و وجداني من جمالها و ما تثيره في نفسي من حنين الي الوطن و الارض, ليس ذلك فقط... بل و مقتطفات من الكلمات و الفيلم التسجيلي لمسيرة حياة ذلك الزعيم الرمز و التي جاء في جزء فيها وقتما اعلن قيام الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف, في تلك اللحظة التي سمعت فيها ذلك الجزء من الخطاب و الذي اعلن فيه عن قيام الدولة لم اتمالك نفسي من التأثر و انهمرت في البكاء اسفا علي وضعنا الحالي و الدولة التي لم تقام و القائد الذي رحل دون ان ينجح بالفعل في تحرير وطننا
لم اتمالك نفسي فأنهمرت في البكاء, و لكن ما احزنني و المني اكثر من الخطاب هو شئ اخر...
فقد تألمت كثيرا عندما سمعت ما تخلل من خطاب كل من السيد بركات الفرا و السيد نبيل شعث من تحريض و تهجم علي حركة حماس في غزة, و تحميسهم للشباب الفلسطيني الحاضر للخروج بشعارات تندد بحماس و ممثليها و قادتها الي حد التهجم علي رموزها و قادتها دون استثناء
لقد تألمت كثيرا لما وصل اليه حالنا الذي تمثل بتلك الشعارات التي سمعتها و كادت ان تخرق اذاني من كثر ما فيها من خصام و فرقة بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد, لقد تألمت و انا اري اولئك الذين كانوا ينددون بالاحتلال الصهيوني بصوت واحد و يستنكرون افعال قادته الشنعاء في حق شعبنا الفلسطيني الي ان ينددوا ببعضهم البعض و يتدون بالالفاظ علي ابناء شعبهم -اشقائهم و جيرانهم-, كيف يتحول من حمل البندقية بوجه عدو غاشم ايمانا منه بعدالة قضيته الي ان يتمني لو يقتل فلسطيني اخر ينتمي لهذه الحركة او تلك
لقد استغربت جدا مما رأيت, فليت الامر مقتصر علي الشباب الذين ربما يكونوا متهورين او غير مدركين لخطورة ما يفعلون... بل ان الطامة الكبري هي ان من يحمس اولئك الشباب ضد اخوتهم و شعبهم هم المسئولون الفتحاوين
كان ذلك هو ما عكر صفو اللحظة التي اردت و صممت ان اعيشها و استمتع بها قدر الامكان, فقد كانت الاغاني الفلسطينية و الشعارات الفلسطينية و الحطات الفلسطينية و اغاني فريق عباد الشمس قمة في الروعة و المتعة التي ارغب ان اعيشها دائما في حضن الوطن و ليس فقط لبعض اللحظات
كان ذلك كله كوم... و الطفل الصغير الذي ارتدي زي ياسر عرفات العسكري كوم اخر, فقد اخذ الانظار ذلك الطفل فور دخوله قاعة المسرح, و الجميع انهال عليه ليتصور معه و يقبله و كنت انا واحدا من هؤلاء
كانت احتفالبة عظيمة, و بالرغم من ما اغضبني و المني, فاني لست بحاجة لأن اؤكد... ان وطننا الفلسطيني ليس وطنا فتحاويا, و لا وطنا حمساويا, و لا حتي وطنا جهاديا... بل انه وطن فلسطيني لكل الفلسطينيين و ليس من حق ايا من كان ان يتعدي و لو بكلمة علي مواطن فلسطيني اخر, فالقضية قضيتنا و الوطن وطننا و الحلم حلمنا
و ان كانت حدثت بعض الازمات بين ابناء الشعب الواحد ادت لتفرقهم, فما يوحد ذلك الشعب اكثر بكثير مما يفرقه و يقسمه
فمصيرنا واحد و ارضنا واحدة و عدونا واحد, و كل طاقاتنا و جهدنا و كراهيتنا لابد و ان تركز علي ذلك العدو الصهيوني و لابد ان نزيل كل ما يضر بمصلحتنا الوطنية و وحدتنا
و اعاننا الله علي خدمة فلسطين... حمساويين, فتحاويين و كل من ينتمي لتلك الارض الصلبة
ارض فلسطين

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية