الاقصى
بالعربي: الله اكبر... نجحت

بالعربي

كل انسان له وطن يعيش بداخله, الا انا... فهناك وطن يعيش بداخلي. وطني العزيز..الوطن العربي و فلسطين

الأحد، يوليو 29، 2007

الله اكبر... نجحت

السادس عشر من شهر يوليو عام الفين و سبعة, الساعة الثانية و النصف ظهرا... استيقظت في هذه الساعة علي صوت هاتفي فكان ذلك صديقي الجامعي "محمد جميل" يبشرني بنجاحي في الصف الاول بكلية الاقتصاد و العلوم السياسية
عندما سمعت الخبر شئ رهيب اصابني... شعور جميل نادرا ما احسه, فأخيرا بعد عام شاق و طويل... مرهق و مؤلم من مذاكرة و نتائج سيئة و اكتئاب و يأس في بعض الاحيان شعرت بهذا الشعور العظيم, ان عنائي و تعبي و جدي و اجتهادي علي مدار عدة اشعر مؤلمة قد توج بنجاح... اي نعم لم يكن ذلك النجاح المطلوب, و لكنه كان بمثابة القشة التي انقظتني من الغرق.... الغرق في يأس و احباط كاد ان يضعف بل و ينهي امالي و احلامي بوطن عربي عظيم اكون انا واضع لأول حجر اساس لبنيانه
استيقظت و انا في قمة سعادتي, بل في نفس الوقت لم اصدق ذلك الكلام الا بعد اطلاعي علي النتائج المعلقة علي حائط الجامعة و اصادق عليها كخطوة نجاح جديدة بأتجاه حلمي الاكبر و الاعظم... و المتمثل في الامة العربية الواحدة القادرة علي النهوض و الوحدة و الحياة
يعلم الله كم عانيت و مررت بأحلك الظروف و الاوقات منذ التحاقي بكلية الاقتصاد و العلوم السياسية ... فذلك الحلم الذي حلمته منذ كنت في الصف الثاني الاعدادي بأن التحق بتلك الكلية و الذي تحقق بالفعل كاد ان ينتهي بفشل مؤقت داخل اسوار الكلية... فكلما درست اكثر حصلت علي درجات اسوأ هذا, كان حالي منذ اللحظة الاولي التي دخلت فيها تلك الجامعة... و لكن اخيرا -و الحمد لله- نجحت و بدأ هذا الكابوس بالانتهاء رويدا رويدا
كان هذا الموضوع هو شغلي الشاغل, فكيف لي ان اكمل مسيرتي و البي واجبي تجاه امتي و الوفاء بالقسم الذي اقسمته علي نفسي بأن احمل راية الجهاد و انطلق بخطي مدروسة لنصرة امتي العربية و الاسلامية؟!, كيف لي ان البي هذا الواجب في ظل فشل في الدراسة ؟
لقد كانت زميلة لي بنفس الكلية و لكن قسم اللغة الفرنسية... لقد كانت دائما توقفني و انا اسير في ممر الكلية و تسألني عن دراستي و اذا كنت اجد صعوبة في شئ و كانت دائما تصر علي شرح ما احتاج... كانت دائما تؤكد علي ان دراستي لابد و ان تستمر, لا بد و ان انجح هذا العام, فكانت دائما تقول لي... " ايه يا معتصم انت نسيت حلمك و الحاجات اللي عاوز تعملها؟؟؟ لازم تتعب اكثر و تذاكر اكثر عشان ان شاء الله تحقق كل احلامك و تحرر فلسطين" لا احد منك يتخيل كم كنت اسعد بسماع ذلك الكلام, و كم كان هذا الكلام يثير في نفسي العزيمة و الارادة علي التعب و الجد و الاجتهاد اكثر فأكثر حتي احقق احلامي جميعها
شكر خاص لك يا ميار (زميلتي بقسم اللغة الفرنسة) مرة اخري شكرا
اعترف بأن كل طالب و طالبة ممن يعرفونني بكلية الاقتصاد و العلوم السياسية كان يتمني لي الخير دائما و كانوا جميعا يتهافتون لمعرفة درجاتي و اذا كنت نجحت ام لا, و كانوا جميعا دون استثناء يقدمون لي يد العون, و يعرضون المساعدة... مساعدتي في اي مادة من المواد حتي انجح فيها, و انا اقدر ذلك كله و اتقدم بالشكر لكل طالب و طالبة شعر بقلق تجاهي في يوم من الايام, اشكر كل من ساعدني و ووقف بجانبي حتي نجحت الحمد لله
كل الطلاب زملائي لهم شكر... و لكن, شكر خاص لأنسان عزيز علي, او بالتعبير الادق لأنسانة عزيزة علي كانت دائما بجانبي, دائما تسير بجانبي و تساعدني و تحثني علي الدراسة و المثابرة و التحمل حتي انجح هذا العام و استمر في نفس الكلية مع نفس الدفعة التي تعودت عليها و تعودوا علي
تلك الفتاة كانت دائما تقول لي "معتصم عشان خاطري ذاكر كويس و حاول تنجح السنة دي, انشالله حتي تشيل مادتين... بس تعدي... انا يا معتصم مش متخيلة اطلع سنة تانية و انت مش معاية" كان هذا الكلام بمثابة حافز من الحوافز التي شجعتني اكثر و اكثر علي النجاح حتي اظل معها حتي التخرج ان شاء الله
تلك الفتاة هي من احب الناس الي قلبي في الوقت الراهن, اشعر براحة كبيرة معها و احب دائما ان اظل بجوارها طوال الوقت
فتحية خاصة لتلك الفتاة زميلتي العزيزة و الحبيبة
اخيرا و ابدا ليس اخرا, تجربة الصف الاول الجامعي كانت تجربة مليئة بالاثارة و الحزن, كانت مليئة بالسعادة و الفرح و الاصدقاء الجدد
كانت تجربة نجاح و لكنه ليس النجاح الذي اتمناه, فالعام القادم ان شاء الله اتمني ان يكون ايسر و افضل و ملئ بالاثارة ايضا و العمل و الجد و الاجتهاد, ملئ بالاصدقاء و الفرح و الانبساط, و اهم شئ ملئ بالنجاح
هذا ما اتمناه من كليتي و جامعتي فنجاحي فيها ليس فقط نجاح لي, و لكنه نجاح لأهلي و بلدي و امتي و ديني
فسعيي دائما هو افادة امتي و رعاية مصالحها و هذا هو حافزي الاهم لأستمر و اكمل المسيرة حتي النهاية... حتي النهاية... حتي النهاية
ان شاء الله تعالي

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية