الاقصى
بالعربي: ديسمبر 2007

بالعربي

كل انسان له وطن يعيش بداخله, الا انا... فهناك وطن يعيش بداخلي. وطني العزيز..الوطن العربي و فلسطين

الأحد، ديسمبر 30، 2007

نقدر نقول هابي نيو يير



ساعات قليلة بتفصلنا عن توديع عام 2007 و استقبال العام الجديد 2008. هنودع سنة كاملة بحلاوتها و بمرها, بقساوتها و فرحها, بكل ما فيها من دموع و ابتسامات و شجن.



سنة جديدة بنحلم فيها بحاجات ماحققناهاش في السنة اللي قبلها, بس يا تري ممكن نحقق حاجات جديدة في السنة الجديدة من غير ما نبص بصة علي اللي حصل في السنة اللي قبلها؟!!!... طبعا ماتجيش



عشان كدة تعالوا بينا نبص بصة علي اللي حصل في 2007 عل و عسي ناخد منها عبرة




----------------------------------------------------------



من ابرز الحاجات اللي حصلت في 2007 في الوطن العربي هي ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين من مصر للدول الاوروبية... طبعا, مش تلت تربع الشعب المصري تحت خط الفقر؟! و نص الشباب المصري عاطل؟! ليهم حق يبصوا برة مدام مش لاقيين حاجة جوة



انا بسأل نفسي دايما, لو انا -لاسمح الله- عاطل او مش لاقي أكل, او لا قدر الله كدة عايش في الحضيض.. ايه اللي ممكن اعمله؟؟؟ هل هروح اسرق او اشحت, و لا انزل زي الشاطر كدة ادور علي شغلانة اكل منها عيش و أئكل اهلي بيها؟؟

طب لو مش لاقي شغل و الحالة منيلة بستين نيلة زي ما احنا شايفين كدة, اعمل ايه؟؟



و ميزة الشعب المصري انه مش الشعب اللي يرضي بحاله لو كان يرثي له, بل علي العكس بيحاول و يعافر عشان يوفر عيشة كريمة ليه و لأهلوا -ده لو قدر- و يحاول يحسن اللي الحكومة مش قادرة تحسنوا, اللي هوة العيشة الكريمة



لما يقرر الشباب الغلبان ده يدور علي شغلانة شريفة في بلاد الخواجات و يحاول يخرج من الجحيم اللي هوة فيه هنا هل كدة يبقي غلطان؟؟ هل كدة يستحق العقاب؟؟ ما كان ممكن الشباب ده بدل ما يوجع دماغه يروح يقشطلوا محل ولا اتنين و يتاجرلوا في قرشين تلاتة حشيش يسلك بيها اموروا صح ولا انا غلطان؟



بس مع الاسف القدر مش سايب الشباب ده في حاله, حتي اللي حاولوا يخرجوا برة بطرق غير شرعية.. المركبة التعبانة غرقت بيهم... اكتر من 18 شاب مصري في زهرة شبابه مات في البحر بحثا عن لقمة العيش في 2007 بالزمة مش حرام. هو حرام بس ما باليد حيلة.



في 2007 بردة و نتيجة للي حصل ده, و كعادة الشعب العربي بيفتكر يعمل حاجة بعد المصيبة ما بتحصل, فرجل الاعمال المغوار السيد نجيب ساويرس كتر خيره وفر 2500 فرصة عمل للشباب المصري عشان يشجعهم علي البقاء في مصر, و ده تبع حملة مصر اولي بولادها. و في فرص عمل ان شاء الله جاية



شكرا جزيلا يا حج نجيب بس من فضلك ابقي افتكر نفسك و مثلحة شباب بلدك قبل ما الطوبة تبقي في المعطوبة




------------------------------------------------------------




تاني خبر معانا هنا و اللي حصل قبل كام شهر من نهاية 2007 و طبعا كلكم عارفينه هو مؤتمر انابوليس المشئوم, اللي كان هدفه وضع البداية لمفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين و الصهاينة. طب ماحنا بقالنا 60 سنة عاوزين كدة ماحصلش كدة من زمان ليه؟؟؟ و بالرغم من انه حصل قبل كدة كتير بس مش بالشكل بتاع انابوليس, فكل اجتماعات السلام بين العرب و الاسرائيليين تختلف عن انابوليس, اسألوني ليه؟؟؟ عشان انابوليس جاي في وقت غير مبشر بالمرة

فطبعا بعد ما اسرائيل نجحت في الوقيعة بين الفلسطينيين انفسهم و قيام حماس بالسيطرة علي غزة بعد سيل الدماء اللي شهدته ارض غزة و الضفة في 2007 شئ لا يحتمل, فبدل ما نقاتل اليهود و الصهاينة صرنا نقاتل انفسنا -وا خيبتا- هي مش زي اللي حصل في ال 67 بل العن, هي "الوكسة" اللي ما بعدها وكسة... احنا لاقيين سلاح يكفي نقتل بيه اليهود لما نقتل بيه نفسنا؟؟!!!! و الله خيبة بس كان لازم حماس تستولي علي غزة طبعا عشان توقف سيل الدم هذا



و نتيجة لفعلة حماس المغضوب عليها من فتح ذهب رئيس سلطتنا المبجل لأنابوليس ليس ممثلا عن الشعب الفلسطيني بل ممثلا عن شعب فتح المغوار, و ياريتوا وصل لأشي هيوا زي ما انته شايفين وقت ما كان المؤتمر شغال اليهود قصفوا غزة و قتلوا شهيدين كأنهم بيقولوا هي دي نتائج انابوليس قبل ما نقوم



لا و الطامة الكبري هرولة ملوكنا و رؤسائنا العرب لهذا المؤتمر, و جلوسهم كالولاية يستمعون لما يقوله سيدهم اولمرت باشا و يأمر به



بس احنا كسبنا كتير علي فكرة من انابوليس... عاوزين تعرفوا كسبنا ايه؟؟؟ اللي كسبناه اهه








-----------------------------------------------------------




الخبر الثالث معانا هو متعلق بفلسطين برده... بس بشكل مختلف هو الحجاج غفر الله لنا و لهم... فبعد عناء طويل من اغلاق معبر رفح و الوضع الداخلي المتردي و السلطة الغائبة و الاخوة العرب السلبيين, و بعد قيام الفلسطينيين بأقتحام معبر رفح البري الذي يربط مصر بغزة و فتحهم له بالقوة سمحت لهم السلطات المصرية بخروجهم منه علي ان يرجعوا لفلسطين عبره ايضا, و لكن حصل ما لم يكن متوقعا.... بل جائزا





لقد خرجت لنا اخبار الجزيرة و قبل ايام قلائل من اطلالة العام الجديد علينا بخبر ان السلطات المصرية تمنع عودة الحجاج الي القطاع كما خرجوا عن طريق معبر رفح و اقترحت عليهم لكي يعودوا الي غزة هو الدخول عن طريق معبر كرم ابو سالم علي الحدود المصرية الاسرائيلية و امضاء تعهد من قبل الفلسطينيين علي ذلك... ماذا؟؟؟ هل تعلمون ماذا سيحدث في حال حصل ذلك... ان الفلسطينيين و اعضاء البعثة الفلسطينية التي تحتوي علي عدد كبير من حركة حماس سيخضعون للتفتيش الذاتي الاسرائيلي و سيتم اعتقالهم جميعا لأنهم ببساطة مقاومين ينتمون لحماس.




هزلت... اخواننا العرب المصريين لا يجرؤون علي قتح المعبر علي حدودهم, بل و سيسلمون الفلسطينيين لليهود, المصريين هيسلموا اخوتهم الفلسطينيين -بايدهم- للصهاينة, يا خسارة يا امة العرب, يا خسارة علي شعبنا , يا خسارة علي حكوماتنا اللي ما تجرؤ علي فتح بؤها مع ايا كان فما بالكم بالاسرائيليين. انها للطامة الكبري, و في رأيي انه هذا الحدث في نهاية عام 2007 هو علامة من علامات يوم القيامة, فعلا علامة, بس علامة من العلامات الكتيرة اللي بنتعرضلها في ظل ضعف و صمت و خزي عربي.




--------------------------------------------------------




اخيرا هي دي بعض -مش كل- اللي حصل في 2007, و انا ملاحظ انه اللي بيحصل في 2007 هو اللي حصل في 2006 و هو اللي هيحصل برده في 2008, فمعاناتنا هي هي, و ضعفنا هو هو, و مأساتنا في حكوماتنا زي ما هية, و حكامنا هما هما, و سلبيتنا هي هي, و اعداؤنا هما هما, و يا حلاوتك يا عام يا جديد, بنحلم حاجة تتغير بس الظاهر انه ده مش وارد في اجندة حكوماتنا و دولنا العربية.




و في بداية العام الجديد لا يسعنا سوي ان نقول هابي نيو يير

الجمعة، ديسمبر 21، 2007

انا مش معاهم... انا معاكي انتي


للتو انهيت مشاهدتي -و للمرة الثانية- لفيلم انا مش معاهم للنجم الشاب احمد عيد
و كم استمتعت بكل لحظة اشاهد فيها ذلك الفيلم الرائع
قصة بسيطة و لكنها كبيرة جدا... هي قصة ضياع الشباب و تلألئهم بين الصواب و الخطأ, بين الحقيقة و السراب, بين التعصب و الحرية المفرطة
كل تلك التناقضات ناقشها الفيلم بشكل من الموضوعية اللامتناهية و المنطقية التي نريدها, و عدم المس بصورة الاسلام التي نتمناها
فروعة الفيلم تكمن في انه اثار القضية بالشكل الصحيح... بدون مبالغات و لا مزايدات
اثار قضية شبابنا الضائع وسط مغريات الحياة متمثلة في الحشيش و القمار و الخمر و كل ما يغيب شبابنا و يلهيهم عن خدمة دينهم و مجتمعهم و امتهم
بين ذلك الجانب المظلم من حياة شبابنا و الجانب الاخر الذي يكاد يظهر لنا انه مضئ و لكننا نكتشف في النهاية ان نوره ليس بالنور الساطع الي تلك الدرجة التي نتمناها
فبطل الفيلم احمد عيد الذي يجسد دور شاب يدعي (عمرو المنياوي) حياته كحياة الكثيرين من ابناء امتنا العربية, شباب فقد الرعاية العائلية و الرقابة التي بغيابها يضيع شبابنا بين جانيبن كلاهما مظلم
يعيش عمرو المنياوي حياة مترفة, كلها اموال و سيارات و اصدقاء سوء لا يقدمون نصيحة و لا دياولوا ضائعين بين كل ما يفسد العقل و يغيب الشباب عن مصلحتهم و مصلحة بلدهم و اهليهم
بما انهم فقدوا الرعاية من والديهم فبالتأكيد وصلوا درجة لا بأس بها من الانحلال و الضياع و التفكك و فقدان الثقة في النفس
و لكن كل ذلك لم يمنع الحب من ان يلعب دوره في بناء المجتمع و اصلاح ما افسدته الظروف و الاصدقاء
فلحظة واحدة غيرت مجري حياة الشاب عمرو المنياوي مائة و ثمانين درجة
فلقد دق قلبه تجاه فتاه تدعي فرح و التي تجسد دورها الفنانة الموهوبة بشري التي اكن لها كل تقدير و احترام علي ذلك الدور الرائع و البناء
فرح هي فتاه... هداها الله الي ذلك الطريق الذي تتمناه اي فتاه الا و هو طريق الهداية الي الله و التقرب منه
فهي فتاة متدينة بكل ما تعني الكلمة من معني, و الجميل في هذا الفيلم انه اظهر الشخصية المسلمة بالاسلوب الذي تستحقه, فلم ينجري وراء تلك الدعاية الصهيواميركية-عالمية التي خدع بها اغلب فنانينا العرب و المسلمين, و ادت الي خروج اعمال فنية عربية تحاول ان تنفي عن المسلمين تهمة الارهاب بأن تنتقد كل من يلتحي و يدعو الي طريق الله و تظهر كل من يرتدي العبائة البيضاء و السروال القصير بالمتطرف دينيا الذي يجب ان ينبذه المجتمع
يحاولون ان ينفوا تهمة الارهاب عن الاسلام بأن يظهروا ان الاسلام دين سماحة و يسر... و قس علي ذلك ان " الايمان مش بالشكل يا جماعة" و " الدين لله و الوطن للجميع" و " هو انا لازم اربي دقني و اصلي في الجامع عشان ابقي متدين, التدين تدين القلب و الروح" الخ من تلك العبارات الساذجة التي تريد ان تبعد كل مسلم عن تعاليم الاسلام و اظهار ان الدين دين سماحة و يسر, ليس ذلك فقط بل ان كل من يلتحي فهو ارهابي و كل من يرتدي سروال قصير فهو ارهابي يجب ان يرتد عن فعلته و يحلق ذقنه, و من يرتد علي المساجد و الندوات الدينية فهو متطرف
و لكن... يأتي فيلم انا مش معاهم ليزيل كل تلك المهاترات و الزيف و الخداع الدولي الذي ادي الي ذلك عن طريق اظهار التدين الصحيح و الالتزام الرائع و يزيل الشكوك حول التدين و التطرف من خلال قصة حب بين ذلك الشاب المستهتر عمرو المنياوي و تلك الفتاة المتدينة التي شدته و غيرت حياته الي الافضل وادت الي تركه كل ما يغيبه و يبعده عن دين الله الصحيح
نعم انه الحب, الحب الذي يمكن له ان يغير حياة انسان كاملة من الضياع الي الهداية و من الفشل الي النجاح
ان الحب الذي غير عمرو المنياوي لهذه الدرجة تنيجة لمحاولة ارضاء محبوبته المتدينة علي قدر المستطاع, و دخوله في مشاكل مع امن الدولة و قوات الامن ليكب رضاها, و ان يترك كل ما يغضب الله و يغضبها برضاء تام و قبول فهذا هو الحب الرائع الذي احترمه انا و يحترمه الجميع
و نتيجة لخلافات و سوء فهم بينهما و انفصالهما...ادي ذلك لمراجعة كل منهم لنفسه
هل انا بارتدائي للحجاب و عدم رغبتي في الخروج مع خطيبي وحدنا, هل هذا تعصب؟ هل لأنني ملتزمة بما امرني الله و عدم رضائي بما يغضبه اكون (خنيقة) كما يقول شقيقي؟ تلك كانت تساؤلات فرح
و علي الجانب الاخر تسائل عمرو
هل لأنني احببتها و قررت ان التزم و ان التحي و اصلي و ابتعد عن الخمر و القمار استحق ان الاحق من امن الدولة؟ هل لأني تحولت من انسان فاسد و طالح الي انسان صالح و مؤمن استحق ان اسجن؟ هل لأني قررت الاعتكاف من اجل ارضاء محبوبتي و ربي يكون جزائي ان اوصم بأني منتسب لجماعة دينية محظورة؟
كل تلك التساؤلات يثيرها الفيلم بشكل من الموضوعية غير مسبوق في اعمالنا الفنية العربية
ليس ذلك فقط... بل ان يظهر الفيلم الشخص الملتزم الذي يجسده الفنان الرائع (باسم السمرة) بهذا الشكل فهذا تقدير لأسرة الفيلم و وسام علي صدر كل العاملين علي فيلم انا مش معاهم
فالشخص الملتزم و بأرتداءه السروال القصير و التحاؤه و اسلوبه اللين مع الناس و محاولته هداية الناس بأسلوب لائق في ظل التزامه بأوامر الله جميعها, يظهر مدي روعة هذا الفيلم
و بالمجئ الي المشهد القوي في الفيلم عند محاولة الشاب الملتزم (باسم السمرة) بالاصلاح بين فرح و عمرو المنياوي بعد اكتشاف فرح لحقيقة عمرو, قال الشاب لفرح ردا علي كلامها
يا اخت فرح: نحن لسنا بتنظيم او جماعة... نحن مجرد شباب ملتزم يسير في طريق الله بغية ارضائه و الفوز بجنته
هكذا قالها الشاب, الذي اظهره الفيلم كما ينبغي له ان يظهر في كل وسائل اعلامنا
و في نهاية الفيلم بعد ان راجع كل من البطلين نفسه, توصل كلاهما الي حقيقة واحدة... ان ديننا الحنيف دين يسر, لكن هذا لا يعني ان لا نلتزم بكلام الله من التحاء او ارتداد علي مساجده او غض البصر بل ان نفعل كل ذلك دون تردد و بكل حرية من دون ان يرتبط تديننا بوجوب اظهاره من خلال لحية -و ان كان راجع لحرية الشخص في اطلاق اللحية ام لا- و ان لا يغمض تديننا اعيننا عن اؤلئك الذين يريدون ان يستغلوا المتدينين لخدمة اغراض دنيوية خالصة
كان ذلك هو الفيلم, فيلم رائع يظهر العديد من المعاني الجميلة
معاني الحب الخالص, و ما يتوجبه هذا الحب من عناء و تعب من اجل ارضاء من يحب محبوبه
و كيف ان التدين و الارتداد علي المساجد و الشباب الملتزم لابد من تشجيعهم و حمايتهم لا التعدي عليهم و حبسهم حتي نقضي علي الارهابيين و المتطرفين
ان الدين و التدين شئ سامي, ليس لمحاولة ارضاء الغرب بأن ندعو للابتعاد عنه حتي لا يقول اؤلئلك الاعداء الاوغاد اننا ارهابيون
ديننا لنا, لابد ان نحميه, و ممارسة الدين في شوارعنا و دولتنا شئ مباح و سيظل مباح و لن نتخلي عنه مهما تعرضنا لمضايقات او ضغوطات
ان الارتداد علي المساجد ليس بجريمة بل تدين يتوجب علينا جميعا ان ندعمه و نحميه
نحن جميعا
حكومة و شعبا

الأربعاء، ديسمبر 05، 2007

واا اسفاااه


الخامس عشر من نوفمبر عام الفين و سبعة كان موعد احياء ذكري وفاة القائد الرمز ياسر عرفات الثالثة في مستشفي فلسطين بالقاهرة, كانت احتفالية من تنظيم مكتب حركة فتح بالقاهرة و بالتعاون مع سفارة فلسطين
انها لذكري تستحق ان تحيي و خصوصا لقائد حمل القضية الفلسطينية علي اعناقه منذ نعومة اظافره و حتي مفارقته للحياة بفعل الغطرسة الاسرائيلية و فرض الاقامة الجبرية عليه في مقاطعته برام الله حتي تدهورت صحته مؤدية لوفاته
كانت تلك الاحتفالية بحضور السفير الفلسطيني بالقاهرة و بالسيد نبيل شعث عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح, و العاملين بالسفارة و مكتب حركة فتح و التجمعات الشعبية ممثلة في اتحاد عمال فلسطين
لقد اتت تلك اللحظة التي انتظرتها لمعايشة بعض اللحظات في جو فلسطيني ينقلني من الوحدة التي اشعر بها هنا, و يشعرني و لو للحظة اني في فلسطين التي احلم بزيارتها و العيش في احضانها عن قريب بأذن الله تعالي
لقد نزلت من السيار في مدخل مستشفي فلسطين و انا في قمة سعادتي, فقد استقبلني العاملون بالسفارة و رحبوا بي, و بدأت بالسير داخل المستشفي التي جهزت لمثل هذا الحدث و زينت بكل ما هو فلسطيني و بصور الزعيم الراحل ابو عمار... و دخلت مسرح المستشفي الذي اقيم به الحفل و يا لهول المنظر, فقد امتلأت القاعة بالفلسطينيين و بالكوفيات البيضاء و السوداء التي لازمت قائدنا الرمز علي مدار حياته حتي اصبحت ليس فقط رمزا لأبو عمار, بل رمزا للقضية الفلسطينية
جلست و بدأ برنامج الحفل الذي افتتح يتلاوة قرأنية بصوت شاب من شبيبة فتح, و من ثم بدأت الكلمات القصيرة لكل من مدير حركة فتح هنا في القاهرة السيد بركات الفرا, و السيد نبيل شعث و باقي المسئولين ختاما بكلمة السيد السفير منذر الدجاني
و لكن في ظل هذا الاحتفال المهول و تلك الاغنيات الفلسطينية التي كانت تخرق اذاني و وجداني من جمالها و ما تثيره في نفسي من حنين الي الوطن و الارض, ليس ذلك فقط... بل و مقتطفات من الكلمات و الفيلم التسجيلي لمسيرة حياة ذلك الزعيم الرمز و التي جاء في جزء فيها وقتما اعلن قيام الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف, في تلك اللحظة التي سمعت فيها ذلك الجزء من الخطاب و الذي اعلن فيه عن قيام الدولة لم اتمالك نفسي من التأثر و انهمرت في البكاء اسفا علي وضعنا الحالي و الدولة التي لم تقام و القائد الذي رحل دون ان ينجح بالفعل في تحرير وطننا
لم اتمالك نفسي فأنهمرت في البكاء, و لكن ما احزنني و المني اكثر من الخطاب هو شئ اخر...
فقد تألمت كثيرا عندما سمعت ما تخلل من خطاب كل من السيد بركات الفرا و السيد نبيل شعث من تحريض و تهجم علي حركة حماس في غزة, و تحميسهم للشباب الفلسطيني الحاضر للخروج بشعارات تندد بحماس و ممثليها و قادتها الي حد التهجم علي رموزها و قادتها دون استثناء
لقد تألمت كثيرا لما وصل اليه حالنا الذي تمثل بتلك الشعارات التي سمعتها و كادت ان تخرق اذاني من كثر ما فيها من خصام و فرقة بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد, لقد تألمت و انا اري اولئك الذين كانوا ينددون بالاحتلال الصهيوني بصوت واحد و يستنكرون افعال قادته الشنعاء في حق شعبنا الفلسطيني الي ان ينددوا ببعضهم البعض و يتدون بالالفاظ علي ابناء شعبهم -اشقائهم و جيرانهم-, كيف يتحول من حمل البندقية بوجه عدو غاشم ايمانا منه بعدالة قضيته الي ان يتمني لو يقتل فلسطيني اخر ينتمي لهذه الحركة او تلك
لقد استغربت جدا مما رأيت, فليت الامر مقتصر علي الشباب الذين ربما يكونوا متهورين او غير مدركين لخطورة ما يفعلون... بل ان الطامة الكبري هي ان من يحمس اولئك الشباب ضد اخوتهم و شعبهم هم المسئولون الفتحاوين
كان ذلك هو ما عكر صفو اللحظة التي اردت و صممت ان اعيشها و استمتع بها قدر الامكان, فقد كانت الاغاني الفلسطينية و الشعارات الفلسطينية و الحطات الفلسطينية و اغاني فريق عباد الشمس قمة في الروعة و المتعة التي ارغب ان اعيشها دائما في حضن الوطن و ليس فقط لبعض اللحظات
كان ذلك كله كوم... و الطفل الصغير الذي ارتدي زي ياسر عرفات العسكري كوم اخر, فقد اخذ الانظار ذلك الطفل فور دخوله قاعة المسرح, و الجميع انهال عليه ليتصور معه و يقبله و كنت انا واحدا من هؤلاء
كانت احتفالبة عظيمة, و بالرغم من ما اغضبني و المني, فاني لست بحاجة لأن اؤكد... ان وطننا الفلسطيني ليس وطنا فتحاويا, و لا وطنا حمساويا, و لا حتي وطنا جهاديا... بل انه وطن فلسطيني لكل الفلسطينيين و ليس من حق ايا من كان ان يتعدي و لو بكلمة علي مواطن فلسطيني اخر, فالقضية قضيتنا و الوطن وطننا و الحلم حلمنا
و ان كانت حدثت بعض الازمات بين ابناء الشعب الواحد ادت لتفرقهم, فما يوحد ذلك الشعب اكثر بكثير مما يفرقه و يقسمه
فمصيرنا واحد و ارضنا واحدة و عدونا واحد, و كل طاقاتنا و جهدنا و كراهيتنا لابد و ان تركز علي ذلك العدو الصهيوني و لابد ان نزيل كل ما يضر بمصلحتنا الوطنية و وحدتنا
و اعاننا الله علي خدمة فلسطين... حمساويين, فتحاويين و كل من ينتمي لتلك الارض الصلبة
ارض فلسطين