كل دار احق بالأهل .. الا في خبيث من المذاهب رجس
اليوم غادرنا انا و عائلتي اقربائي الذين زارونا منذ اسبوعين , اليوم شعرت بنفس الشعور الذي شعرت به كثيرا و مرارا منذ صغري
فنحن هنا نقيم في القاهرة و كغالبية الشعب الفلسطيني كل في بلد مختلف , فهناك اقرباء لي يقيمون في السعودية و اخرين في الامارات و غيرهم في الاردن و اخرين في فلسطين ...الخ
و اليوم جائت اللحظة التي اهابها دائما .. لحظة الفراق , فراق الاحبة و الاقرباء الذين افتقدهم طوال حياتي , فحتي في المدة التي يزورونني فيها في القاهرة او تلك التي ازورهم فيها في بلدهم ان كانت الاردن او فلسطين اشعر بالوحشة و الحزن , فبالرغم من انهم بجانبي و لكنني متأكد ان اللحظة التي اهابها اتية لا محالة , ستأتي اللحظة التي افارق فيها اهلي و احبائي و تلك السعادة التي اشعر بها الان ستنتهي قريبا
لقد استعد اهلي للفراق و جلسنا جميعا صامتين , و لحظة وجدت احدي قريباتي المغادرات _الام_ تبكي فسألتها طفلتها الصغيرة بعفوية تامة و سألتها .. لماذا تبكين يا امي .. صمتت الام و هي منهمرة في البكاء , و بعد مرور دقيقة واحة وجدت عمتي التي تقيم معنا هنا في القاهرة تبكي هي الاخري و الجميع صامتين
و لقد اخذت في النظر الي كلتاهما و اخذت افكر في داخلي و اجاوب علي سؤال الطفلة لأمها
الاجابة ببساطة ان فراق بعضنا البعض كشعب فلسطيني امر لا مفر منه , و ربما كثير منكم لم يشعر هذا الشعور من قبل , و كثير منكم مجتمعون مع بعضكم في بلدكم المنعم بالسلام و الحرية و _الاعتراف_ اما نحن فلا وطن نعسش فيه , ننعم فيه بالامن و الحرية و الونس بأقربائنا و اهلينا
ربما كثير منكم اكتفي من الونس مع اهله الذين يقيمون معه في نفس البلد بل و ربما كثير منكم قد سئم من اقربائه و احبائه , و لكنني اقول لأولك الناس .. لا تتركوا اقربائكم و لا احبائكم , فالوحشة و الوحدة التي ستشعرون بها _كما اشعر بها انا و شعبي_ من فراق الاحبة و الاقرباء لن تستطيعوا استحماله و لا استيعابه
ايا كان عدد اصدقائك و احباءك من البلد التي تقيم بها فالاقرباء الذين هم اهلك و عشيرتك حبهم و ونسهم لا يضاهيه حب اخر
انها قوانين الاحتلال , تفرق بين الاخ و اخيه و بين الاب و ابنه , انها قواعد اللعبة الكبيرة التي تجبر اصحاب الدار علي تركها و تحلل للغرباء و المعتدين الاقامة بها و طرد اهلها الاصليين
و كما قال الشاعر العظيم ... كل دار احق بالاهل .. الا في خبيث من المذاهب رجس
فهي قوانين الاستعمار الخبيثة اللعينة التي تحلل الارض للغرباء و تحللها علي الاصليين
يااااه ماذا اقول عن المعاناة التي اعانيها , متي تأتي اللحظة التي اعود فيها الي بلدي العزيزة
فلسسسسسسسسسسسسسسسسسطين
بلدي الحبيبة لقد اشتقت لترابك و عبق تاريخك .. لقد اشتقت لأهلي و احبائي و شعبي , متي تأتي اللحظة التي الامس فيها ترابك الغالي , متي تأتي اللحظة التي يلامس فيها خدي خد خالي و ابناء عمي و اقربائي , لحظة واحدة اقضيها علي تراب فلسطين تساوي اعوامااااااا من العيش خارجك
فلسطين الحبيبة .. انني اعاني هنا في البلد المقيم بها من الوحدة _نعن بالوحدة_ فبالرغم من طيبة شعبها و اصلة تاريخها , و كرم شعبها الذي فاق كل كرم فأنني لا اقدر علي استيعاب بعد اقربائي عني . احلم باللحظة التي اقضي فيها العيد و رمضان و كل اللحظات السعيدة مع اهلي
لقد تكلمت كثيرا و تألمت كثيرا , و حالي هذا هو حال شعب بحاله ارهقه الاحتلال الصهيوني و المه كثيرا _و لكنه لم يدمره_ احتلال هو سبب كل بلاء يحل بشعبنا
و لكنها ستأتي .. ستأتي اللحظة التي اعود فيها الي فلسطين ليس وحدي بل و معي اهلي , بل و ليس اهلي فقط .. كل الشعب _ليس الفلسطيني فقط_ بل العربي و الاسلامي جميعه
و لن ادخل فلسطين دخول المنكسرين بل و عزة و جلال الله الذي لا اقسم به بالباطل اني سأعمل جاهدا لأدخل فلسطين محررا و فاتحا و طاردا لليهود ان شاء الله تعالي و سيشاركني فرحتي كل العرب و المسلمون
و الله معنا
4 تعليقات:
في 9:41 م , كلبوزة لكن سمباتيك يقول...
امين يا رب
اللهم لا تدع مسافرا الا اعتده الي داره سالما غانما امنا
و ارزقنا صلاتا قبل الممات في المسجد الاقصى
خالص تحياتي لفلسطين و شعبها الابي
في 5:56 ص , سامية جاهين يقول...
آمين يا رب!
تحية صمود واجبة! ربنا يحفظكم وينصركم
في 12:58 م , غير معرف يقول...
آمين ، جمعنا الله وإياك في رحابها وخلص أرضها وترابها من رجس نجس ، مادامت القضية والوطن يعيش في قلبك وقلب غيرك من أهل قدسنا الحبيب ، فنصر الله قادم
في 1:32 ص , Hend.feps يقول...
لكنها ستأتي .. ستأتي اللحظة التي اعود فيها الي فلسطين
.................
إن شاء الله سوف تأتى هذه اللحظة ... و أسأل الله تعالى أن نكون أهل لهذه اللحظة و نستحقها بالفعل ...
أجمل ما فى هذه التدوينة أنها تقطر عشقا للأهل و أشتياقاً للوطن .... الوطن
كثيرا ما جال بخاطرى تساؤلات عن سر حبى و تعلقى الشديد بوطنى ... بالرغم من الكثير و الكثير من الاصوات التى عليت عن لماذا قد نحب هذا الوطن ... ماذا قدم لنا فى المقابل غير (( الذل و الامتهان ))
أرد على نفسي بأننا نجور على وطننا ... نحن سبب ذلنا و نحن أيضا و لا أحد غيرنا سبب عزتنا الاتية يوما ما لا محالة ...
أجد نفسى أحب وطنى كثيرا ... ليست بلدى فحسب ... و لكنى أعشق كونى فتاة عربية ... و تظل الدائرة تضيق شيئا فشئ الى ان أجد نفسى أرتبط بأماكن شهدت لى كثيرا من الذكريات التى لن يستطيع الدهر أن يمحوها من ذاكرتى و لا من ذاكرة تلك الأماكن التى أتحدث معها و متأكدة تماما من أنها تشعر بى أيضا ...
ذلك الحب الخفى الدفين فى أعماق كل شخص ... ذلك الحب العميق الذى جعل خير البرية عليه أفضل الصلاة و السلام ينظر إلى مكة المكرمة عندما أخرج منها و يوجه كلامه ( عليه الصلاة و السلام ) إليها و يؤكد لها أنه ما كان ليتركها لولا أن أهلها أخرجوه ( عليه الصلاة و السلام ) منها ....
ليعطى لنا الدرس الذى تعيه القلوب قبل العقول فى حب الوطن و الارتباط به ....
ستعود يا معتصم .... ستعود إن شاء الله ليلتحم الجزء بالكل ... و تكمل حياتك وسط من تحب على الارض التى تحب ..
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية